حباكِ اللهُ حليةً لا أحلى ولا أجمل .. تلك هي (الحياء) .
فمهما كنتِ تمتلكين من صفات الجمال فإنّ ما يزين هذا الجمال ويزيد في تأ لّقه هو هذا الحياء الذي يرفع من شأنك بين أقرابك من الفتيات ، وبين الشبّان الذين يقدّرون قيمة الحياء .
فـ «الحياء من الإيمان» لأ نّه يميِّز بين الفتاة الملتزمة بدينها ، وتلك التي لا تكترث للقيم الدينية والفضائل الخلقية . وإذا ما سقط برقع الحياء أو تمزّق أو ضعف ، تحولت الفتاة من إنسانة محترمة إلى (دمية) وعرضة لتلاعب المتلاعبين وغرضاً لسهام الطامعين .
إنّ الحياء أجمل الزينة .. وهو جلباب لا يبلى .. وحسنٌ لا يتغيّر .. «ومَن كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه» . وهو الذي يغذِّي نبتة العفاف في نفس الفتاة لتؤتي أكلها كلّ حين .
والحياء ـ على عكس الخجل ـ لايناقض الحزم والإرادة ، فهو قوّة أخلاقية لها هيبتها ، وجاذبية لا تعرف قدرها المتبرّجات .
غير إنّك لا بدّ أن تميِّزي بين ما هو (حياء) وما هو (خجل) .
كوني حيّية .. ولكن لا تكوني خجولة .
إنّ الكثير من الفتيات يخلطن بين الأمرين .. وقد يعتبرن الحياء مذموماً ، أو عقدة تثير الشعور بالنقص ، وهنّ في حقيقة الأمر يعانين من وطأة الشعور بالخجل ، الذي هو شعور يدفع إلى التواري والإنعزال والإنطوائية ، بل ويعتبر في مجال الصحّة النفسية مرضاً يعاني منه حتى بعض الشبّان ، ولكنّ انتشاره بين الفتيات أكثر،لا سيما اللواتي نشأن تنشئة صارمة.
فالخجل راجع في العديد من حالاته إلى التربية الأولى للفتاة ، ولكنّ التخلّص منه ممكن إذا قاومته الفتاة بمزيد من طلب العلم والعمل وزرع الثقة بالنفس من خلال نقاط القوّة التي تمتلكها أيّة فتاة .
أدرسي أسباب خجلك لتعالجيه من خلالها ، فعلماء النفس يقولون إنّ النحول والهزال الزائد ينزعان بصاحبهما إلى نوع من الخجل ، والحسّاسية الزائدة وسرعة الإنفعال والهروب من النقد ، وعدم القدرة على مواجهة الواقـع ، بل حتى المراهقة نفسها تعدّ أسـباباً للتردّد والجمود والخجل ، وكلّها أسباب قابلة للعلاج .
تذكّري أنّ عزيمتك تقوى مع الأيام ، وحاولي أن تتجاوزي بسرعة حالات الإرتباك والإحراج .. كوني على سجيّتك .. إعتبري الخطأ أو الإشتباه أمراً طبيعياً فصدوره محتمل حتى من أقوى الشخصيات .. واطرحي رأيك حتى ولو كان ضعيفاً أو غير مقبول وقولي : هذا هو رأيي .. أو لكلّ شخص رأيه .. أشكركم على ملاحظاتكم .. وعدي بأن تتحسّني .. اختاري من الكلمات أبسطها وأوضحها .. شاركي في الدعابات .. كوني مستمعة جيِّدة .. ومبادرة جيِّدة ، ومشاركة في الأعمال الإجتماعية بلا تردد واطرحي رداء الخجل .. وإذا هبتِ أمراً فقعي فيه فإنّ شدّة توقّيه أعظم مما تخافين منه ./منقول/