الشباب ركن مهم في بناء وقوة المجتمعات، حيث تبرز أهميتهم كمدخل أساسي في عملية التنمية وذلك من خلال تطوير البناء الإجتماعي والسياسي والاقتصادي للمجتمع، ذلك بما يتميزوا به من مقدرة عالية على الإبداع والابتكار والقيادة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
ففي النظر الى مكونات المجتمعات العربية نجد أن عنصر الشباب يشكل الأغلبية من الفئات الأخرى الموجودة، الأمر الذي يدفع نحو التأكيد على أهميتهم في خلق وبناء مجتمعات حديثة بعيدأ عن الإختلالات العديدة الموجودة في المجتمع العربي، كون ضعف البنية السياسية والاقتصادية قد خلقت فجوة كبيرة انعكست آثارها على الحياة الاجتماعية مما أوجدت معه مشاكل مختلفة، دفعت نحو حالة من عدم الاستقرار.
ان التطور الكبير الذي شهده العالم في العقد الأخير من القرن العشرين، وظهور العولمة والسيطرة الأحادية القوة من قبل الولايات المتحدة، وانتشار الأزمات المختلفة، قد أثرت بشكل كبير على الدول العربية، الأمر الذي خلق معه مشاكل لدى الشباب العربي، من ابرزها حجم التأثير الناتج عن ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإفرازات البعد الإعلامي على نمط وطبيعة وخصوصية الثقافة العربية، مما أوجد فجوة كبيرة بين المكتسبات الجديدة من أنماط وسلوكيات وثقافات خارجية، وبين التمسك بالثقافة والهوية العربية.
فأصبحت مشكلة الهوية من أبرز المشاكل التي تواجه الشباب العربي، والتي أظهرت حالات التناقض التي يعيشها الشاب العربي بين المكتسب الجديد والموروث القديم.
إضافة الى كل ما سبق فإن المشاكل السياسية التي تواجه المجتمعات العربية من غياب التعددية السياسية وضعف مؤسسات المجتمع المدني التي تعبرعن حاجات ومطالب الشباب، وبروز مشاكل اقتصادية من بطالة وفقر وتدني مستوى المعيشة وزيادة الفوارق الطبقية بغياب الطبقة الوسطى، خلق آثار إجتماعية من إنتشار الجريمة والتفسخ الأسري...
إن النظر لمعالجة مشاكل الشباب العربي تحتاج الى قرار سياسي أكثر إدراكاً لضرورة إشراك الشباب في عملية صنع القرار حول وضع النقاط الاساسية والتي يمكن من خلالها الخروج بحلول أكثر موضوعية، وضرورة تطوير وتحديث وإصلاح مؤسسات المجتمع وجعلها أكثر فاعلية واستقلالية...
أخيراً: أن إدراك المشاكل التي يمر بها الشباب العربي من أزمة الهوية وضعف المشاركة وغياب الديمقراطية والبطالة والجريمة والمخدرات... تشكل أبعاداً مختلفة ومشتركة في خلق حالة من عدم الاستقرار الدائم والمستمر في بنية المجتمعات، الأمر الذي يؤكد على ضرورة حل هذه المشاكل بشكل سريع وفعال، معاً نحو إطلاق قدرات الشباب على الابداع والابتكار والمشاركة.